كما أنه صلوات الله وسلامه عليه رغب في الصلاة عليه بأحاديث ثبتت عنه، منها ما روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشرا وعنه - رضي الله عنه - أيضا أن رسول الله ﷺ قال: لا تجعلوا بيوتكم قبورا ولا تجعلوا قبري عيدا وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم [1] وقال ﷺ: رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي [2]. بما أن الصلاة على النبي ﷺ مشروعة في الصلوات في التشهد، ومشروعة في الخطب والأدعية والاستغفار، وبعد الأذان وعند دخول المسجد والخروج منه وعند ذكره وفي مواضع أخرى، فهي تتأكد عند كتابة اسمه في كتاب أو مؤلف أو رسالة أو مقال أو نحو ذلك وبما أن الصلاة على النبي ﷺ مشروعة في الصلوات في التشهد، ومشروعة في الخطب والأدعية والاستغفار، وبعد الأذان وعند دخول المسجد والخروج منه وعند ذكره وفي مواضع أخرى، فهي تتأكد عند كتابة اسمه في كتاب أو مؤلف أو رسالة أو مقال أو نحو ذلك لما تقدم من الأدلة. والمشروع أن تكتب كاملة تحقيقا لما أمرنا الله تعالى به، وليتذكرها القارئ عند مروره عليها ولا ينبغي عند الكتابة الاقتصار في الصلاة على رسول الله على كلمة (ص) أو (صلعم) وما أشبهها من الرموز التي قد يستعملها بعض الكتبة والمؤلفين، لما في ذلك من مخالفة أمر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بقوله: صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56] مع أنه لا يتم بها المقصود وتنعدم الأفضلية الموجودة في كتابة (صلى الله عليه وسلم) كاملة.
والحق أنه لو نيل من عرض هذا المتكلم، لأزبد وأرعد، فيظهر عندها حقيقة مقالته، وسذاجة ما زعم. ويظن هؤلاء أن نبينا – صلى الله عليه وسلم – لا يغضب ولا ينتصر! عن عروة - رضي الله عنه - قال: قلت لعبد الله بن عمرو بن العاص: ما أكثر ما رأيت قريشًا أصابت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما كانت تظهره من عداوته؟ فقال: لقد رأيتهم وقد اجتمع أشرافهم يومًا في الحجر فذكروا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من هذا الرجل قط، سفه أحلامنا، وشتم آباءنا و عاب ديننا، وفرق جماعاتنا، وسب آلهتنا، وصرنا منه على أمر عظيم. قال: فبينما هم في ذلك طلع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأقبل يمشي حتى استلم الركن، ثم مر بهم طائفًا بالبيت، فغمزوه ببعض القول، فعرفت ذلك في وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فمضى، فلما مرَّ بهم الثانية غمزوه بمثلها، فعرفتها في وجهه، فمضى فمر بهم الثالثة فغمزوه بمثلها، فقال: أتسمعون يا معشر قريش! أما والذي نفسي بيده لقد جئتكم بالذبح. فأخذت القوم كلمته، حتى ما منهم من رجل إلا وكأنما على رأسه طائر وقع، حتى إن أشدهم فيه وصاة قبل ذلك ليرفأه، حتى إنه ليقول: انصرف أبا القاسم راشدًا، والله ما كنت جهولًا فانصرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وفي الحديث قولـه صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين" (رواه مسلم). ومعنى محبته: إيثار ما يحبه صلى الله عليه وسلم على ما يحبه العبد. ومن علامات محبته صلى الله عليه وسلم: كثرة ذكره وكثرة الشوق إليه والبكاء عند ذكر سيرته حنيناً إليه صلى الله عليه وسلم. 3- طاعته صلى الله عليه وسلم: قال تعالى: ﴿ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُول ﴾. 4- متابعته صلى الله عليه وسلم: ومتابعته واجبة في القول والعمل والمعتقد قال تعالى: ﴿ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [الأعراف: 158] وقال صلى الله عليه وسلم: "كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى" قالوا ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: "من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى" (رواه البخاري). وأظهر علامات المتابعة: ترك البدع وإتباع سنته الواجبة والمستحبة والرجوع إلى سنته وتحكيمها عند وجود الخلاف بين أقوال الناس. 5- الاقتداء به صلى الله عليه وسلم: قال تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ﴾ [الأحزاب: 21] [4] أي قدوة صالحة فاقتدوا به. وقال تعالى: ﴿ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ ﴾ [النور: 54] [5].
الموقع رمز صلى الله عليه وسلم ﷺ هذا هو رمز "صلى الله عليه وسلم" انسخ ما يلي: ﷺ وجزاكم الله خيرًا لا تنسونا من صالح دعائكم للمشاركة بالمقالات في الشبكة نرحب بمشاركاتكم ومقالاتكم لنشرها في الشبكة، للمشاركة يمكنكم الضغط هنا
27 شوال 1428 ( 08-11-2007) بسم الله الرحمن الرحيم مقدمـة: - الحمد لله تعالي وحده والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده نبينا محمد صلي الله عليه وسلم وعلي آله وصحبه ومن سار علي نهجه وأقتفي أثره إلي يوم الدين.
انتهى المقصود من كلامه - رحمه الله تعالى - ملخصا. وقال العلامة السخاوي - رحمه الله تعالى - في كتابه (فتح المغيث شرح ألفية الحديث للعراقي) ما نصه: (واجتنب أيها الكاتب (الرمز لها) أي الصلاة والسلام على رسول الله ﷺ في خطك بأن تقتصر منها على حرفين ونحو ذلك فتكون منقوصة - صورة - كما يفعله (الكتاني) والجهلة من أبناء العجم غالبا وعوام الطلبة، فيكتبون بدلا من (صلى الله عليه وسلم) (ص) أو (صم) أو (صلعم) فذلك لما فيه من نقص الأجر لنقص الكتابة خلاف الأولى). وقال السيوطي - رحمه الله تعالى - في كتابه (تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي): (ويكره الاقتصار على الصلاة أو التسليم هنا وفي كل موضع شرعت فيه الصلاة كما في شرح مسلم وغيره لقوله تعالى: صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56] إلى أن قال: ويكره الرمز إليهما في الكتابة بحرف أو حرفين كمن يكتب (صلعم) بل يكتبهما بكمالها) انتهى المقصود من كلامه رحمه الله تعالى ملخصا. هذا ووصيتي لكل مسلم وقارئ وكاتب أن يلتمس الأفضل ويبحث عما فيه زيادة أجره وثوابه ويبتعد عما يبطله أو ينقصه. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعا لما فيه رضاه، إنه جواد كريم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه [3].
6- يوم الجُمُعة: ويدُلُّ عليه حديث أوس بن أوس، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن من أفضل أيامكم يوم الجُمُعة، فيه خُلِقَ آدَمُ، وفيه الصَّعقة؛ فأكثِرُوا عليَّ من الصلاة فيه، فإن صلاتَكم معروضةٌ عليَّ))؛ رواه أحمد، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وصحَّحه ابن خزيمة، وابن حِبَّان، والحاكم والنووي، ومن الحُفَّاظ مَنْ ضعَّفَه وعلى رأسِهم البخاري، وعلى القول بتضعيفه، فلا تخصيص ليوم الجُمُعة. قال المنذري عن هذا الحديث: "له عِلَّة دقيقة أشار إليها البخاري وغيره، وغفل عنها من صحَّحه؛ [انظر: الترغيب والترهيب (1/ 491)، وفيض القدير؛ للمناوي (2/ 325)]. 7- عند ذكر اسمه صلى الله عليه وسلم: ويدُلُّ عليه حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((رغم أنف رجل ذُكِرْتُ عنده، فلم يُصَلِّ عليَّ))؛ رواه الترمذي وصحَّحه الألباني في صحيح الترمذي. وحديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((البخيلُ مَنْ ذُكِرْتُ عنده فلم يُصَلِّ عليَّ))؛ رواه الترمذي، وصحَّحه الألباني في صحيح الترمذي. 8- عند الاجتماع في المجالس: ويدُلُّ عليه حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما جلس قومٌ مَجْلِسًا لم يذكُروا اللهَ فيه، ولم يُصَلُّوا على نبيِّهم، إلَّا كان عليهم تِرَةً، فإنْ شاء عذَّبَهم وإنْ شاءَ غفَر لهم))؛ رواه الترمذي، وصحَّحه الألباني في صحيح الترمذي، والتِّرة: الحسرة والندامة يوم القيامة.
اللَّهمَّ بلِّغ نَبيكَ وحَبِيبكَ مِنَّا الآن أفضَلَ الصَّلاةِ و أَزكى السَّلامِ، اللَّهمَّ اشرح بالصلاةِ عليهِ صُدورَنا، ويَسِّر بها أُمورَنا، وفَرِّج بها همُومَنا ، واغفِر بها ذُنوبَنا، وثَبِّت بها أَقدامَنا، وبَيِّض بها وجوهَنا، واقضِ بها ديوننَا، وأصلح بها أحوالَنا، اللَّهمَّ تَقبَّل بها تَوبتَنا، واغسِل بها حوبَتَنا، وانصُر بها حُجَّتَناة، واغفِر بها ذلَّتَنا، اللَّهمَّ اجعلها نوراً من بين أيدِينا، ومِن خلفِنا، وعن أيمانِنا، وعن شمائِلنا، ومن فوقِنا، ومن تحتِنا، وفي حياتِنا، وفي مماتنِا. اللَّهمَّ أَدِم بركَتَها علينا في الدُّنيا والآخرة، حتى نلقى حَبِيبَنا ( صلَّى الله عليه وسلم) ونحن آمنون مُطمَئِنُّون، فَرِحون ومُستَبشِرون، اللَّهمَّ لا تُفَرِّق بيننا وبينَهُ حتى تُدخِلَنا مُدخَلَه..... الخ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فما ورد السؤال عنه اشتمل على صيغ للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، واشتمل على عدة صيغ من الدعاء، وصيغ الصلاة عليه منها صيغ جاءت بها السنة، ومنها صيغ حسنة ذكر العلماء صيغا قريبة منها ولا محظور فيها شرعا، كقول الشافعي في الرسالة: فصلى الله على نبينا كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون.
وقد لا ينتبه لها القارئ أو لا يفهم المراد بها، علما بأن الرمز لها قد كرهه أهل العلم وحذروا منه. فقد قال ابن الصلاح في كتابه علوم الحديث المعروف بمقدمة ابن الصلاح في النوع الخامس والعشرين من كتابه: (الحديث وكيفية ضبط الكتاب وتقييده) قال ما نصه: التاسع: أن يحافظ على كتابة الصلاة والتسليم على رسول الله ﷺ عند ذكره، ولا يسأم من تكرير ذلك عند تكرره فإن ذلك من أكبر الفوائد التي يتعجلها طلبة الحديث وكتبته، ومن أغفل ذلك فقد حرم حظا عظيما. وقد رأينا لأهل ذلك منامات صالحة، وما يكتبه من ذلك فهو دعاء يثبته لا كلام يرويه فلذلك لا يتقيد فيه بالرواية. ولا يقتصر فيه على ما في الأصل. وهكذا الأمر في الثناء على الله سبحانه عند ذكر اسمه نحو (عز وجل) (وتبارك وتعالى)، وما ضاهى ذلك. إلى أن قال: (ثم ليتجنب في إثباتها نقصين: أحدهما: أن يكتبها منقوصة صورة رامزا إليها بحرفين أو نحو ذلك، والثاني: أن يكتبها منقوصة معنى بألا يكتب (وسلم). وروي عن حمزة الكناني - رحمه الله تعالى - أنه كان يقول: كنت أكتب الحديث، وكنت أكتب عند ذكر النبي صلى الله عليه ولا أكتب (وسلم) فرأيت النبي ﷺ في المنام فقال لي: ما لك لا تتم الصلاة علي؟ قال: فما كتبت بعد ذلك (صلى الله عليه) إلا كتبت (وسلم).... إلى أن قال ابن الصلاح: قلت ويكره أيضا الاقتصار على قوله: (عليه السلام) والله أعلم.
أخرجه أبو داود وأحمد في كتاب المناسك باب زيارة القبور وأحمد في 2/316. أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات حديث حسن غريب. نشرت في مجلة البحوث الإسلامية العدد 12 ص7- 9، (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 2/ 396).