وأيضا يقوم بمساعدة الإنسان على سرعة زوال المشاكل التي يمر بها من التجارب السابقة السلبية. كما يجعل الإنسان يعمل على التخلص من المشاكل السلبية، وتعمل أيضًا بتقوية مناعته النفسية مع مرور الوقت، كما أنها تعمل على تحصينه من التوتر والقلق وكل ذلك يجعل المرء يمر بها بسلام وبسرعة فائقة. أيضًا يجعل الإنسان يكون لديه قدرة فائقة في جهل عقله تفكر بطريقة إبداعية وإيجابية، كما إنه تمنحه الكثير من المهارات مثل التفكير بطريقة إيجابية وسرعته البديهية. وقد ثبت علميًا أن التفكير السلبي يسبب الكثير من الأمراض مثل التوتر والقلق وضغط الدم، أما الناحية الإيجابية قد تمنح الإنسان بعملية التجنب من المخاطر والتوتر وغير ذلك، كما أنها تعمل على منح الإنسان بكثير من التعزيزات. السلوك الإيجابي له القدرة على تعامل الإنسان مع الآخرين بشكل جيد. كما أكدت الدراسات والبحوث العلمية على أن الجانب الإيجابي يساعد الإنسان على أن يعيش حياة سعيدة مليئة بالفرح والسرور. كما أن الجانب الإيجابي يمنح الإنسان على عملية التفكير الجيد والسلوك الصحيح. اكتساب السلوك الإيجابي لكي تتمتع بالسلوك الإيجابي عليك الاكتساب على بعض المهارات التالية.
ولكن الوالد قد لحق بربه وخلف طفليه في الحياة الموحشة المضطربة القاسية ضعيفين فقيرين فكفلهما صديق للوالد فقير غزال، فأنفق الصديق الوصي على الطفلين ما تركه أبوهما من المال القليل ثم أدخلهما تحت ضغط الحاجة مدرسة ينالان منها القوت بصفتهما من طلاب العلم في تلك المدرسة الخيرية التي أسسها الرجل العظيم نظام الملك فيما أسس من المدارس الكثيرة في ذلك الزمان العصيب. كان الإمام أبو حامد الغزالي يشير إلى هذا بقوله: (طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله). فأصبح الطفلان عالمين كبيرين وفقيهين عظيمين وواعظين خطيرين. تعلم الإمام الغزالي في طوس ثم رحل في سبيل العلم إلى جرجان ثم إلى نيسابور حيث برع في الفقه والمنطق والفلسفة فتولى التدريس في المدرسة النظامية في بغداد مرة من الزمن انكمشت بعدها نفسه عن العمل فترك التدريس وذهب إلى بيت الله الحرام فحج ثم توجه إلى بيت المقدس فجاور الحرم القدسي حقبة من الزمن عاد بعدها إلى دمشق فاعتكف في زاوية بالجامع الأموي ولبس الثياب الخشنة وقلل طعامه وشرابه ثم رجع إلى بغداد واعظاً مرشداً ثم عاد إلى خراسان ودرس بالمدرسة النظامية في نيسابور مدة يسيرة عاد بعدها إلى طوس فاتخذ فيها إلى جانب داره مدرسة للفقهاء وزاوية للصوفية وزع وقته وجهده عليهما حتى توفاه الله.
المعاني [ عدل] في علم النفس: بشكل عام هو مبدأ يشير إلى أن نتائج سلوك ما يمكن أن تعدل احتمالية تكرار هذا السلوك مجددا. كما افترض ثورنديك، ينص قانون الاثر على أنه تزداد قوة الارتباط بين الاستجابة والمثير الذي وٌجد وقتها كلما كانت اثار الاستجابة ايجابية أما اذا كانت سلبية تقل قوة الارتباط ولكن عدل ثورنديك النظرية لتكون فقط خاصة بالتأثير الايجابي للمعزز. قام اختصاصي علم النفس بورهوس فريدريك سكينر بعد حوالي نصف قرن بدراسة مبادئ الإشراط الاستثابي، واستخدم بعد ذلك نموذجاً مُحدّثاً من صندوق أحجيات ثورندايك، سمّاه الحجرة الاستثابية، أو صندوق سكينر، والذي ساهم كثيراً في إدراك قانون الأثر واستيعابه في المجتمع الحديث. [1]
والناحية المادية في هذا العمل مرتبطة بالناحية المقدسة ولا دخل للمنفعة الاقتصادية المادية (أكل اللحم) في هذا العمل إذ أنها لا تتوفر إلا عن طريق القداسة. وأكل لحم الحيوان المقدسلا يتم إلا في ظروف من القداسة التي لها مواعيد ومواسمها الزمنية الخاصة. وحول هذه القداسة حالات من الطوطمية تحددها وتتحكم في سلوك الفرد إزاءها. والدين في مفهوم الأقوام البدائية محصور العلاقة في الأشياء المقدسة. ويصنف دير كهايم الظواهر الدينية في نوعين هما (العقائد) و (الطقوس)؛ فالعقيدة لون من التفكير، والطقوس نشاط عملي وكلاهما متشابك، فلا تتم معرفة الطقوس الدينية إلا بمعرفة العقيدة التي استدعت ممارستها واستوجبت القيام بها. والدين عند دير كهايم نظام مستقر من العقائد، والطقوس تعيش عليها جماعة من الناس محورها بيت العبادة ومن يكون به من كهنة ورعية. ويستنتج ديركهام من ذلك أن الدين الذي يتمكن تمكنناً قوياً متيناً في أتباعه لا يمكن أن تكون تعاليمه مجرد خيالات ورؤى لا تسندها الحقائق الواقعية. وكما زاد تعلق الناس بتعاليم دينهم وطقوسه كانت تلك التعاليم أكثر صلة ووثوقاً بالحقائق المادية في العالم الذي تحيط به. ولعل هذا الرأي يلقي ضوءاً على سر تعلق المسلمين بالتعاليم الجوهرية في دينهم الحنيف طوال هذه الأجيال والقرون.
وإنما تتوجه هذه القوة عند ثورانها إلى دفع المؤذيات قبل وقوعها، وإلى التشفي بعد وقوعها والانتقام قوة هذه القوة وشهوتها، وفيه لذتها ولا تسكن إلا بها). هذا وصف الغزالي لغريزيتي الخوف والغضب وهما من أقدم الغرائز وأقواها وافعلها في حياة الفرد والجنس، الأولى سلوكها سلبي والثانية سلوكها إيجابي وهو المقاتلة بغية الانتقام والتشفي وقد وضع الغزالي كل غريزة من هاتين الغريزتين الأساسيتين في موضوعها الطبيعي بالنسبة للحياة، بل بالنسبة لمن يستهدف الحياة. ومن يستهدف الحياة مطلقة مجددة لا يطمئن إلا بالهرب من الأخطار والنجاة منها. وأما الغضب والمقاتلة فلا يخلو أمر الحياة معها من خطر مهلك ولهذا فقد وضع الغزالي هذه الغريزة على رأس الغرائز المهلكة. ومهما يكن من أمر الغزالي في فهمه للحياة فإنه قد فهم الغرائز الحيوانية والطبائع الإنسانية فهما صحيحاً دقيقاً كما رأينا. حمدي الحسيني
مجلة الرسالة/العدد 925/الدين والسلوك الإنساني للأستاذ عمر حليق النتائج الاجتماعية للاختيار الديني 1 - الجماعة الدينية للجماعة الدينية على حد تعبير (أ. هولت) (تاريخ خاص وصعيد خاص، وكيان اجتماعي خاص وخصائص وسلوك وأهداف وغايات خاصة) ولهذه الجماعة في النظام الاجتماعي وظيفة مزدوجة. فهي بحكم هذا الوضع الخاص تلعب دورا كبيرا في صيانة النظام الاجتماعي الذي تعيش عليه، تدمج بعضه ببعض في تكافل محكم متين، وتوجهه توجيها عمليا إيجابيا على أسس العقيدة والطابع الديني الذي تدين به هذه الجماعة وهي في الوقت نفسه وبحكم هذا الوضع الخاص تؤثر تأثيرا سليما في ذلك النظام، فهي تضمن التكافل الاجتماعي للفئة التي تندمج في تلك الجماعة تشوب طبائعهم وسلوكهم ومشاريعهم وأهواءهم وحياتهم الروحية والعملية في قالب خاص يتفق والتعاليم الدينية التي تؤمن بها. وبذلك تفصلها عن الفئات الأخرى النظام الاجتماعي الأكبر الذي تعيش فيه وقد تخلق من جراء ذلك تشويشا في العلاقات الإنسانية. وتاريخ الحروب الحديثة شاهد على مبلغ الصدق في هذا التعريف. وقد يكون هذا التشويش في صالح المجتمع الإنساني أو قد لا يكون. وليس المقام مقام شرح سماحة الأديان (والإسلام على وجه الخصوص) إزاء الديانات الأخرى.
رأى الغزالي ضعفه حقيقة ماثلة أمامه فآمن بهذه الحقيقة إيماناً تحول فيما بعد يقيناً آخذاً بمجامع قلبه مستولياً على جملة نفسه فدفعه يقينه بالضعف إلى الخضوع المطلق فسلك سلوكاً هو السلبية بعينها والانهزام النفسي بذاته. وظل يتدرج في هذا السلوك السلبي حتى أنقطع عن الدنيا انقطاعاً لا هوادة فيه وأعتزل الحياة اعتزالا لا رحمة معه. ونحن لا يعنينا الآن من حياة هذا الرجل العظيم شيء أكثر من ذلك التأمل الذاتي الذي كان مكباً عليه متعلقاً به ممارساً له بإرادته الصميمة سواء أحتك بالحياة أم أعتزلها، وسواء أجتمع بالناس أم اختلى بنفسه دونهم. وما هذا التأمل الذاتي الدائم إلا التنفيس عن رغباته المكبوتة بشعور الضعف وما يتبع الشعور بالضعف من الخوف والخجل والخضوع والانقياد وإلا التبرير لهذه السلبية المستحكمة في نفسه المأزومة؛ وهو فوق هذا كله محاولات وتجارب لحل العقد النفسية التي كان يحس بها إحساساً مبهما كلما صدمه مطلب من مطالب الحياة ودهمته ضرورة من ضرورات المجتمع. ويمكننا أن نجزم هنا أن ذلك الاضطراب الملحوظ في حياة الرجل الروحية والجسمية، المادية والأدبية هو مظهر واضح لهذه النفسية المصابة بالسلبية العنيفة في ذلك الزمن الإيجابي العنيف.
فأوصله التأمل المتلاحق في الوقت الطويل إلى معرفة حسنة ببعض الخصائص النفسية والطبائع الإنسانية، ودراستنا لهذه المعرفة على نور علم النفس الحديث ترينا أثر المجهود الفكري قواعد نفسية تتماشى جنباً إلى جنب مع القواعد النفسية الحديثة. وإخراج هذه القواعد النفسية التي وصل إليها الغزالي بتأمله وتفكيره وبحثه ودرسه فدونها في كتابه إحياء علوم الدين ومقابلتها يمثلها من قواعد علم النفس الحديث ومصطلحاته هو الغرض الذي رمينا إليه في دراستنا لهذ الموضوع الجليل. ولنشرف الآن على مدينة طوس بخراسان في منتصف القرن الخامس الهجري فنرى في بيت من بيوتها عائلة فقيرة يعلوها رجل غزال ولكنه متدين متفقه رقيق القلب... يبكي ويتضرع كلما سمع عظة فيها تهديداً ووعيد، يحس في نفسه بالخضوع والانقياد لله، ويحس برغبة التعبير عن هذا الخضوع والانقياد وعظاً وإرشاداً فيخونه جهله ومقامه الاجتماعي فيروح متمنياً على الله أن يرزقه أبناً واعظاً يسد به نقصه ويحقق بواسطته رغبة كبتها الجهل والفقر في نفسه، فمن الله عليه وضاعف في المنة، فرزقه بدل الولد ولدين فسمى الكبير محمداً وهو وموضوع بحثنا، وسمى الثاني أحمد وهو عالم كبير. حرك الوالد في نفس الطفلين الخضوع والانقياد لله ونقل إليهما رغبته في أن يكونا فقيهين واعظين.
نرى في قول الإمام الغزالي هذا صورة واضحة الأجزاء دقيقة التركيب متناسبة لأقسام تطابق في وضوح أجزائها ودقة تركيبها وتناسب أقسامها، الصورة التي رسمها علم النفس للوجدان تمام التطابق. فقد عرف الغزالي هذه العلاقة الدقيقة العجيبة بين المعرفة والوجدان والنزوع، وعرف أن العلم أو الإيمان أو اليقين يثير الوجدان وأن هذا الوجدان قد يكون لذة وقد يكون ألماً وأن اللذة تجلب والألم يدفع وأن هذا الجلب وهذا الدفع هما النزوع، وأن هذا النزوع هو الإيجابية والسلبية في السلوك وأن بين طيات هذه السلبية وهذه الإيجابية السلوك العادي والسلوك الشاذ. بل في هذين السلوكين الخير والشر والفضيلة والرذيلة والقوة والضعف والشجاعة والجبن، بل في هذين السلوكين كل تاريخ البشرية من أقصى أزمنة التاريخ إلى أن تبيد الأرض ومن عليها. هذا هو الوجدان أو الحال عند الغزالي. هو اللذة أو الألم يصحب الإدراك أو المعرفة أو العلم أو يصحب النزوع أو الإرادة أو العمل، وما دام الحال هو اللذة والألم عند الغزالي كما هو الوجدان عند علماء النفس المعاصرين بالضبط فمن الحق أن نعرف ما عند الغزالي عن الغرائز التي هي منابع الوجدان أو مسارح اللذة والألم لا سيما الغرائز القوية العريقة في القدم التي يحافظ بها الإنسان على حياته وينافح بواسطتها دون بقائه.