أما عن الوسائل، فيرى احتمالية استخدام القوة إذا لزم الأمر، فيقول في ذات الرسالة: «إن الإخوان سيستخدمون القوة العملية حيث لا يجدي غيرها». ويقول أيضًا: وفي الوقت الذي يكون فيه منكم معشر الإخوان المسلمين — ثلاثمائة كتيبة قد جهزت كل منها نفسها، في هذا الوقت طالبوني بأن أخوض بكم لُجج البحار وأقتحم بكم عنان السماء وأغزو بكم كل عنيد جبار. تُرى لو كان الإخوان أنفسهم من يمسكون بزمام الحكم في دولة ما، وكان هناك تنظيم له نفس الأفكار ونفس الخطاب، ماذا كان سيفعل الإخوان حينئذ؟! مع القوى الدولية يقول البنا في «رسالة إلى الشباب»: «ونحن لا نعترف بهذه التقسيمات الدولية، ولا نسلم بهذه الاتفاقيات الدولية، التي تجعل من الوطن الإسلامي دويلات ضعيفة ممزقة»، ونحن بالطبع لا نغفل دوافع النظام الدولي ورغبته في إضعاف الأمة الإسلامية، ولكن نقول حين يصدر هذا الكلام من مُنظر وقائد لتنظيم له خطة عالمية، كيف سيواجهه إذن ذلك النظام؟! بل ذهب البنا أبعد من ذلك حين قرر أن من حقه استعادة ما أسماه «المستعمرات الإسلامية»، فقال في «رسالة إلى الشباب»: «ونريد بعد ذلك أن تعود راية الله خافقة عالية على تلك البقاع التي سعدت بالإسلام حينًا من الدهر… فالأندلس وصقلية والبلقان وجنوب إيطاليا وجزائر بحر الروم كلها مستعمرات إسلامية يجب أن تعود إلى أحضان الإسلام، ويجب أن يعود البحر الأبيض والبحر والأحمر بحيرتين إسلاميتين كما كانتا من قبل، ولئن كان السنيور موسوليني يرى من حقه أن يعيد الإمبراطورية الرومانية… فإن من حقنا أن نعيد مجد الإمبراطورية الإسلامية».
فـأنصار السنة في هذا الباب أنشط وأكمل للدعوة وأقوى في هذا الأمر، والإخوان المسلمون يمدحون على نشاطهم في الدعوة الإسلامية العامة، ويرجى لهم المزيد من التوفيق، لكن يؤخذ عليهم فيما بلغني وفيما أعلم يؤخذ عليهم عدم العناية بالتفصيل فيما يتعلق بالعقيدة وفيما يتعلق بالبدع التي يتعاطاها بعض الناس.
في رسالة التعاليم يتحدث حسن البنا عن أركان بيعة الأخوان ويحصرها في عشرة أركان، أهمها "الفهم" أي فهم الإسلام ويقول موجهاً قوله للفرد الإخواني بأنه يريد من الفهم أن يفهم الإسلام في حدود الأصول العشرين، ثم يوجزها. وأولى الإخوان هذه الأصول عناية خاصة، وجعلوها دستور دعوتهم، وشرحها الكثيرون من قادتهم التربويين ومشايخهم الفاعلين، وأبرز شرح كان للشيخ محمد الغزالي في كتابه "دستور الوحدة الثقافية". وتؤكد الأصول في مطلعها على شمولية الإسلام لمظاهر الحياة وللدين والدنيا وللحكم والعقيدة، وتقرر مرجعية القرآن الكريم وفهمه وفق قواعد اللغة العربية، ومرجعية السنة وأنه يرجع في فهم السنة إلى رجال الحديث الثقات، بما يؤكد انتماء الإخوان للمذهب السني. وتتناول الأصول بعض القواعد لضبط التفكير والممارسة الدينية في محاولة للتوازن ما بين التصوف وبين النزعات السلفية، فنجدها تخوض في مسألة الرؤى (الأحلام) وأنها ليست من أدلة الأحكام الشرعية، وكذلك تذهب إلى أن التمائم والرقى والودع والرمل والمعرفة والكهانة وادعاء معرفة الغيب, وكل ما ليس عليه دليل من آية أو حديث أو رقية مأثورة تجب محاربته. وتعطي الأصول لرأي الإمام ونائبه فيما لا نص فيه سلطة اختيار وإقرار الأحكام وفق الظروف والعرف والعادات فيما لا نص فيه وتذهب إلى أن كل أحد يؤخذ من كلامه ويترك إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم.
وأن لكل مسلم أن يتبع إماما من أئمة الدين، ويحسن به مع هذا الإتباع أن يجتهد ما استطاع في تعرف أدلته، وأن الخلاف الفقهي في الفروع لا يكون سببا للتفرق في الدين, ولا يؤدي إلى خصومة ولا بغضاء ولكل مجتهد أجره، وكل مسألة لا ينبني عليها عمل فالخوض فيها من التكلف الذي نهينا عنه شرعا. وتتناول أيضاً بعض مسائل الاعتقاد، مثل الإيمان بالآيات المتشابهة من غير تعطيل ولا تأويل وموقفهم المناهض للبدع في الدين، وغير ذلك مما يتفق مع النهج السلفي بالإجمال وقد يختلف مع بعض التيارات السلفية في التفاصيل. وأبرز ما في الأصول هو الموقف من مسألة التكفير حيث يقول الأصل ما قبل الأخير: "ولا نكفر مسلما أقر بالشهادتين وعمل بمقتضاهما وأدى الفرائض -برأي أو بمعصية- إلا إن أقر بكلمة الكفر, أو أنكر معلوما من الدين بالضرورة, أو كذب صريح القرآن, أو فسره على وجه لا تحتمله أساليب اللغة العربية بحال, أو عمل عملا لا يحتمل تأويلا غير الكفر". فكر سيد قطب " ومن المؤكد أن منطلقات سيد في التعبير عن قضيته تتلاقى مع فكر حسن البنا، لأن موضوع فكره بالأساس يدور حول وجوب تحكيم شرع الله يقول محمد قطب أخو سيد: "فكر سيد قطب هو الامتداد الحقيقي لفكر حسن البنا, فحسن البنا في رسالة التعاليم يقول: "ولا نكفر مسلمًا بذنب متى نطق بالشهادتين وعمل بمقتضاها"، وسيد قطب يتحدث عن قيد أو شرط "وعمل بمقتضاها".
المسجد الكبير بباريس تناقض صريح ويضرب سيفاوي مثلًا على التناقض الذي تعيشه الجماعات الإسلامية في فرنسا؛ خصوصًا الإخوان المسلمين: "لقد تم انتقاد لباس السباحة (بوركيني) من قِبَل كل من السلفيين التقليديين والإخوان المسلمين". لكن مع ذلك يتم تشجيع المرأة على ارتداء هذا الزي، والذي هو امتداد للحجاب "الإسلاموي"؛ لأنه جزء من "استراتيجية التبشير التي تجعل من الإسلام مرئيًّا في كل مكان"، كما يضيف سيفاوي. اقرأ أيضًا: هيئة علماء اليمن الإخوانية تُعيد أجواء 94 وتضرب بسلاح التكفير ويبدو الكاتب أكثر حدة عندما يصف التظاهرات التي تمت بلباس السباحة البوركيني؛ بكونها مجرد "سيرك" قدَّمه بعض النساء اللواتي استخدمنه لإيصال رسالة ذات دلالات أيديولوجية وسياسية، لا تخدم صورة المسلمين ولا صورة الإسلام. وَفقًا للصحفي محمد سيفاوي، في مقابلة أجرتها معه إذاعة "RTL" الفرنسية، بمناسبة صدور هذا الكتاب، فإن "عملاء جماعة الإخوان المسلمين يزرعون فكرة بسيطة للغاية في أذهان المسلمين؛ مفادها أن المعتقدات الشخصية تحل محل قوانين الجمهورية وقواعدها واستخداماتها في جميع الظروف"؛ فالأمر لا يتعلق بأسلمة فرنسا بقدر ما هو الاستيلاء على السلطة داخل المجتمع المسلم الفرنسي، ليكون هذا التنظيم قادرًا على فرض عدد معين من الخيارات المجتمعية.
فهو يرى الضرب بالشيش يعني السيخ والحديد والسيوف والسكاكين من الكرامات وهو والله أعمال شيطانية. رابعا: - منهج الإخوان فيه غلو بقبور الأولياء: يقول عمر التلمسانى وهو المرشد العام للإخوان المسلمين: فى كتابه شهيد المحراب ص 196 وما بعدها: ( وبمناسبة قول أم كلثوم عندما ظنت عائشة رضي الله عنها ستكرهها على الزواج من عمر فستخرج إلى رسول الله: صلى الله عليه وسلم تستغيث به في مثواه الطاهر الكريم لينقذها ربما مما يراد بها ولا تريده … فلا داعي إذن للتشدد في النكير على من يعتقد في كرامة الأولياء واللجوء إليهم في قبورهم الطاهرة والدعاء فيها عند الشدائد … فعلى مقابر الصالحين تتنزل رحمات الله وبركاته ونفحاته ولا بد للمسلم أن يتعرض وأن يقترب وأن يدعو في أماكن تغمرها رحمات أرحم الراحمين) "!!!. مرشد عام للإخوان لايفرق بين التوحيد والشرك ويقول الدعاء فيها واللجوء عند الشدائد وفرعون وسائر المشركين عند الشدائد يلجؤن إلى الله. ويقول الدكتور محمد عبدالغفار وهو من الإخوان وقد استلم مناصب بسبب قادة الإخوان ، أن الطواف حول القبر مثل الطواف حول الكعبة خامسا: - عقيدة المؤسسين لهذا المنهج كسيد قطب وحسن البنا وحسن أيوب والتلمساني وغيرهم من قادة الإخوان هم مابين عقيدة الأشاعرة وعقيدة المفوضة وهذه العقيدة موجودة في كتبهم ويعتقدونها ويرونها هي عقيدة المسلمين ، قال حسن أيوب: كلام الله ليس بحرف ولا صوت ، كتاب تبسيط العقائد والصحيح أنها ليست عقيدة المسلمين وإنما هي عقيدة أهل البدع وليست عقيدة أهل السنة والجماعة.
كيوبوست "في كل خطوة على مدار ثلاثين عامًا، هناك إغواء، كذب، وتلاعب"، بهذه الكلمات يبدأ الصحفي محمد سيفاوي، حديثه عن كتابه الجديد (التقية! كيف تريد جماعة الإخوان المسلمين التسلل إلى فرنسا؟). "تعمل جماعة الإخوان المسلمين، على نحو خادع، للتأثير على القرارات السياسية"، يشير الكاتب في مطلع كتابه، لافتًا إلى أن الجماعة لا تملك القدرة على تولي السلطة في فرنسا، إلا أنها تكتسب نفوذًا داخل المجتمع المسلم والمسؤولين المنتخبين في المجالس البلدية؛ لتدفع هذا المجتمع نحو تحطيم قيمه الخاصة والدوس عليها. غلاف الكتاب خطر الإخوان في معرض جوابه عن سؤال لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، حول خطر جماعة الإخوان المسلمين، قال سيفاوي: "إن أيديولوجية الإخوان المسلمين هي أيديولوجية شمولية تسعى لتوحيد الفكر والمجتمع تحت مظلتها؛ هدفهم ليس أسلمة البلاد بقدر ما هو الاستيلاء على السلطة داخل المجتمع الإسلامي، والضغط على فرنسا". وحسب الكاتب: "فقد استغل التنظيم روح مسلمي فرنسا؛ ليكون قادرًا على منح نفسه تميُّزًا، وإكسابه شرعية أمام السلطات كمحاور وحيد باسم المسلمين، وبالتالي التأثير على قراراتهم بشكل غير مباشر". اقرأ أيضًا: الإخوان يوسعون أنشطتهم في هولندا بأموال تميم ويتمثل خطر الإخوان المسلمين، حسب هذا الكتاب، في أنهم "يهاجمون غدرًا جميع القيم العالمية التي تعتبر مكاسب في الديمقراطيات: كالعلمانية، والمساواة بين الرجل والمرأة، وحقوق الأقليات الجنسية والدينية"، فضلًا عن أن هذه الأيديولوجية الإخوانية تخلق عوامل التقسيم داخل المجتمعات عن طريق نشر الكراهية ورفض الآخر.
مع الأقباط لا يرى البنا أن العلاقة مع الأقباط تقوم على أساس المواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات، ولكن يرى أنهم أقل درجة، فيقول في «رسالة التعاليم»: «ولا بأس بأن نستعين بغير المسلمين عند الضرورة في غير مناصب الولاية العامة»، بل يصل الأمر لمقاطعتهم اقتصاديًا، فيقول في ذات الرسالة: «إن إيمانك بهذه البيعة يوجب عليك أداء هذه الواجبات حتى تكون لبنة قوية في البناء.. أن تخدم الثروة الإسلامية العامة بتشجيع المصنوعات والمنشآت الاقتصادية الإسلامية، وأن تحرص على القرش فلا يقع في يد غير إسلامية مهما كانت الأحوال، ولا تلبس ولا تأكل إلا من صنع وطنك الإسلامي».
وأوضح أن "الجماعة خلقت لنفسها هدفاً غير واقعي وغير مشروع وصدامي بطبيعته مع الدولة والعالم والأقليات، فهي تقدم نفسها على أنها البديل للنظام الحكام لأنها تمثل الإسلام، وبالتالي لا تقبل بأي حزب معارض لها لأنها تراه حزباً معارضاً للإسلام، معتقدةً أنها الأصلح للحكم وأنه لا يوجد بديلاً لها. لذلك لن تقبل الجماعة بفكرة تداول السلطة لأنها ترى أن خروجها من السلطة هو محاربة لها لمنعها من إقامة الدولة الإسلامية". مشروع الإخوان "صدامي" وأضاف عبد الحافظ أن "المشروع الإخواني صدامي مع العالم لأنه يقدم نفسه كتنظيم دولي يريد أن يحكم العالم، ولذلك سيخوض مواجهة مع النظام العالمي. وحسن البنا مؤسس الإخوان يريد، وفق أدبياته، أن يستعيد المستعمرات القديمة التي كانت خاضعة للدولة الإسلامية، وهو ما لن يستقيم حالياً ولن يقبله النظام العالمي". وتابع: "الإخوان يريدون إقامة الدولة الإسلامية ولذلك لا مفهوم لديهم لفكرة المواطنة، ولا يتعاملون مع الأقباط أو أصحاب الديانات الأخرى كشركاء في الوطن. الدولة وفق مفهوم الإخوان تقوم على أساس عقائدي ديني، والنتيجة النهائية أن الجماعة تقدم نفسها منذ تأسيسها كمشروع صدامي مع الدولة والعالم والأقباط والقوى والأحزاب السياسية وكافة التيارات، فكيف يقبلهم كل هؤلاء كحكام أو شركاء في المواطنة؟".