كشف الناشط السياسي رضا بالحاج ، أن رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، تعمّد تقزيم شخص قيس سعيد، خلال اجتماعات للحركة، وصل فحواها إلى رئيس الجمهورية "صوتا وصورة"، وقد تضمنت هذه الفيديوهات حديثا عن الرئيس واستخفافا به، وكانت سببا في تقلب مزاجيته وتحول موقفه من حركة النهضة بصورة لافتة. وأبرز بالحاج، ضيف بوليتكا، اليوم الأربعاء، أن هذه الاجتماعات، دار بعضها في أحد النزل والبعض الآخر في منزل قيادات النهضة، ووصلت إلى رئيس الجمهورية عن طريق احد الحاضرين فيها، مؤكدا انه تأكد من صحتها من خلال الاتصال بأحد القيادات الذي لم ينكر ذلك. وأكد تغير موقف رئيس الجمهورية من حركة النهضة منذ اطلاعه على فحوى هذه الفيديوهات، وقد أشار إليها في أحد خطاباته حين تحدث عن اجتماعات "الغرف المظلمة".
اعتبر رئيس الجمهورية، قيس سعيد، الخميس، أن تكليف نجلاء بودن حرم رمضان بتشكيل الحكومة الجديدة، واختيارها لهذا المنصب، يمثل "شرفا لتونس وللمرأة التونسية"، مؤكدا "يقينه بنجاحها في المهمة التي قبلت بها، وفي ضرب موعد مع التاريخ"، حسب قوله. وأضاف "أنت دخلت التاريخ والعالم كلّه يتحدّث عن أول إمرأة عربية تتولى رئاسة الحكومة.. نحن نصنع التاريخ معا وسنواصل" وفق تعبيره. وأكّد رئيس الجمهورية أنّ تكليف نجلاء بودن شرف لتونس وللمرأة التونسية، متابعا "أنا على يقين من أنك ستنجحين في هذه المهمة التي قبلت بها". لن نقبل بأيّ تدخل في اختياراتنا وأكّد رئيس الجمهورية أنّه لن يخضع لأي ابتزاز أو مساومة في الحق، مضيفا أنّه اختار طريقا أخرى لصناعة تاريخ جديد لتونس. وقال إنّ ''الحقيقة بدأت تظهر للعيان ومن أراد أن يشكك ويحبط العزائم فليعلم أنه سيصطدم بجدار سميك ستتكسر عليه كل محاولات الابتزاز أو فرض اختيارات معينة". وأوضح رئيس الجمهورية أنّ الاختيارات ستكون بناء على الوطنية والقدرة على العمل والانجار بعيدا عن مصاصي دماء التونسيين، في إشارة إلى اختيار الفريق الحكوميّ القادم. وتابع سعيّد "لن نقبل بأيّ تدخل في اختياراتنا.. نحن مسؤولون.. ومن يحاول التسلل لفرض اسمه فليعلم أن محاولاته ستبوء بالفشل".
وقد سبق لسعيد أن كان وراء تعيين امرأة على رأس وزارة سيادية في حكومة إلياس الفخفاخ، وهو كان يومها محلّ تثمين أطراف عدّة، لكنّ حكومة الفخفاخ لم تعمّر طويلاً لتخلفها حكومة هشام المشيشي التي خلت من النساء بعد تعديلها بدفع من "حركة النهضة". وبالتالي فإنّه قطف سابقة أنّه أوّل رئيس عربيّ يمكّن المرأة من هذا المنصب التنفيذيّ الرفيع وهو رئاسة الحكومة، كما أنّه أوّل من مكّن المرأة التونسية من حقيبة سياديّة، لم تتمكّن من نيلها قبله رغم الكفاءة العالية التي تتمتّع بها المرأة في أرض قرطاج والقيروان. ويبدو أنّ من أسباب اختيار قيس سعيد لنجلاء بودن هو انتماؤها إلى فئة الأكاديميين مثلها مثل ساكني قرطاج، فهي أستاذة تعليم عالٍ في المدرسة الوطنية للمهندسين في تونس، ومختصّصة في علوم الجيولوجيا. وهو ما يعني أنّها كفوءة في مجالها، وأنّ هذه المؤسسة الجامعية الواقعة في المركب الجامعي في المنار، في العاصمة، لا يرتادها من الطلبة إلّا أصحاب الزاد العلميّ والمعرفيّ المرموق، فما بالك بمن يمتهنون التدريس فيها. ولا تعوز نجلاء بودن الخبرة السياسية، فقد شغلت منصب مديرة عامّة مكلّفة بالجودة، ورئيسة وحدة تصرّف، ومكلّفة بمهمة في ديوان الوزير، وكلّ ذلك في وزارة التعليم العالي.